هجوم للفصائل المسلحة بحي جوبر شرق دمشق

اشتباكات عنيفة على مشارف العاصمة السورية

عناصر من جبهة فتح الشام (رويترز)
عناصر من جبهة فتح الشام (رويترز)
TT

هجوم للفصائل المسلحة بحي جوبر شرق دمشق

عناصر من جبهة فتح الشام (رويترز)
عناصر من جبهة فتح الشام (رويترز)

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري وفصائل مسلحة على مشارف العاصمة دمشق اليوم (الأحد)، بعدما شنت الفصائل هجوماً من ناحية شرق المدينة شديد التحصين.
وأوضح «المرصد» أن الفصائل المسلحة هاجمت مواقع النظام في المنطقة ونفذت هجومين انتحاريين في محاولة لاقتحام خطوط دفاع قوات النظام. مبينا أن طائرات حربية قصفت منطقة جوبر (الواقعة بين دمشق والغوطة الشرقية) اليوم بينما قصفت الفصائل مناطق مجاورة في دمشق منها باب توما وركن الدين ومنطقة العباسيين.
يأتي هذا في وقت وصلت فيه فجر اليوم الدفعة الأولى من مهجّري حي الوعر في حمص إلى ريف حلب الشرقي ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، وذلك بعد مسيرة استمرت لأكثر من 12 ساعة برفقة سيارات من «الهلال الأحمر».
وتشمل الدفعة أكثر من 300 عائلة تضم نحو 1500 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال والمرضى والجرحى، إضافة إلى 150 من مقاتلي المعارضة خرجوا بأسلحتهم الخفيفة.
وذكر المرصد بمعارك عنيفة اندلعت بين الطرفين منذ الصباح إثر هجوم بدأته الفصائل المسلحة، أبرزها فيلق الرحمن وجبهة فتح الشام، على مواقع قوات النظام في حي جوبر تخلله تفجير عربتين مفخختين وانتحاريين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن مسلحي الفصائل تمكنوا من التقدم في الحي والسيطرة على مبانٍ عدة، وهم يكررون محاولاتهم للتسلل إلى منطقة العباسيين المجاورة وسط العاصمة. ورأى أن الفصائل بذلك «انتقلت من موقع الدفاع في جوبر إلى موقع الهجوم» واصفاً ما جرى بأنه «ليس مجرد مناوشات بل محاولات مستمرة للتقدم».
وتتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة على حي جوبر الذي يعد وفق عبد الرحمن «خط المواجهة الأول بين الطرفين، باعتباره أقرب نقطة إلى وسط العاصمة توجد فيها الفصائل».
وتردد دوي القصف والمعارك في أنحاء العاصمة، فيما أعلن عدد من المدارس تعليق الدروس حفاظاً على سلامة الطلاب.
ويهدف هجوم الفصائل في جوبر وفق عبد الرحمن عدا عن تحقيق تقدم، إلى «تخفيف الضغط عن محوري برزة وتشرين بعد ساعات من تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم مهام بسيطرتها على أجزاء واسعة من شارع رئيسي يربط الحيين الواقعين في شرق دمشق».
ومن شأن استكمال قوات النظام سيطرتها على الشارع أن يسمح بفصل برزة كلياً عن بقية الأحياء في شرق دمشق، وفق عبد الرحمن.
وأحصى المرصد اليوم «مقتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قضى 12 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية» في الاشتباكات بين الطرفين في الساعات الـ24 الأخيرة.
وبدأت قوات النظام منذ شهر هجوماً على أحياء برزة وتشرين والقابون، يهدف إلى الضغط على الفصائل لدفعها إلى توقيع اتفاق مصالحة وإلى فصل برزة عن الحيين الآخرين.
وتعد برزة منطقة مصالحة بين النظام والفصائل منذ عام 2014 في حين تم التوصل في حيي تشرين والقابون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في العام ذاته بحسب المرصد، من دون أن تدخلهما مؤسسات النظام.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.